لا أجزم بأن صديقي راني. فلو أبصر جثتي أو إصبعي الذي رفعته إلى أعلى حتى يجاوز الرؤوس لابتسم لي ، وأومأ إلي أن تقدم . لا أنكر أن أناسا كثيرين سبقوني إلى إدارة التموين الغذائي ، فاصطفوا ثم تناثروا هنا وهناك فشكلوا جماعات تثير الصخب والفوضى . أغضبت صديقي منظم الصفوف فزعق فيهم . تفهموا لماذا غضب عليهم فشكلوا صفا ولحدا نزل حتى الدرج الأخير من الطابق الأرضي . يلج البهو غريب يرتدي بذلة سوداء وقميصا أبيض وربطة عنق . يتباهى أمامنا وهو يتقدم خطوة خطوة نحو المقدمة ، أي نحو صديقي منظم الصفوف ، ببذلته وشأنه العظيم . قلت في نفسي : قد يكون مفتشا عاما جاء متخفيا بهوية مزيفة . ولكن صديقي أشار عليه أن تقهقر إلى المؤخرة ، فصدع بأمره صاغرا . أنا أثرت غضب الشخص الذي يقف ورائي ، فلكز ظهري داعيا إياي إلى التريث . فهمت أنه يقول : لننظم صفوفنا حتى لا نشبه الحيوانات . فلأثر غضبه أكثر . رفعت إصبعي متجاوزا رأسا كثيف الشعر . احلق شعرك يا سيدي . وقد رد علي بحدة : وما شأنك بي ؟ اهتم بشؤونك. لم يستجب صديقي لندائي . تبا لك أيها النحس. وكأنه سمع شماتتي به ، فصوب بصره إلي . إنه غاضب علي . تبا لك ولأمك وتموينك الغذائي. أتشمت بي الأعداء ؟ إذا لم تكن وفيا لخدمة الشعب فلا حللت أهلا ولا نزلت سهلا . كان الغريب يتوسل إلى صديقي وهو في المؤخرة . لم يكن مفتشا عاما كما بدا لي ؛ مفتشا عاما بهوية مزيفة . تريث يا أخي ولا تبتئس. كان شباك التموين الغذائي مغلقا . قال أحدنا إن هذا يشي بأن لا أحد يريد خدمة الشعب . لماذا أغلقوا الشباك إذا كانوا يرومون خدمتنا . لا تنكل بأي أحد . فلنعذرهم، إنهم مشغولون بالاستيراد والتصدير . يصدرون الأموال التي يأخذونها منا ، ويستوردون التموين الغذائي . فلنعذر هؤلاء المساكين؛ رجال أعمالنا المزيفين . أنا ذاهب . لا تبرح مكانك حتى يدركك تموينك. تبا لي ولك . أتشتمني يا وقح ؟ كلا يا عزيزي . أنا أشتم الممون ، فأين اختبأ ؟ إن صديقي يبتسم لي ويومئ أن ادن مني . ألم تسمع بخبر اختفاء الممون ؟ كلا .كلا . لقد اختفى فجأة . يقال إنه التحق بمثواه الأخير في بلاد أعدائنا . أجل . أجل . فأنا أصدقك . ولكن ، ألا ترى أنه أسدى إلينا خدمة عظيمة ، وكأنه أومأ إلينا أن كونوا بنيانا مرصوصا . فيكن هذا فأل خير لرص الصفوف.
قصة : رص الصفوف .
لا أجزم بأن صديقي راني. فلو أبصر جثتي أو إصبعي الذي رفعته إلى أعلى حتى يجاوز الرؤوس لابتسم لي ، وأومأ إلي أن تقدم . لا أنكر أن أناسا كثيرين سبقوني إلى إدارة التموين الغذائي ، فاصطفوا ثم تناثروا هنا وهناك فشكلوا جماعات تثير الصخب والفوضى . أغضبت صديقي منظم الصفوف فزعق فيهم . تفهموا لماذا غضب عليهم فشكلوا صفا ولحدا نزل حتى الدرج الأخير من الطابق الأرضي . يلج البهو غريب يرتدي بذلة سوداء وقميصا أبيض وربطة عنق . يتباهى أمامنا وهو يتقدم خطوة خطوة نحو المقدمة ، أي نحو صديقي منظم الصفوف ، ببذلته وشأنه العظيم . قلت في نفسي : قد يكون مفتشا عاما جاء متخفيا بهوية مزيفة . ولكن صديقي أشار عليه أن تقهقر إلى المؤخرة ، فصدع بأمره صاغرا . أنا أثرت غضب الشخص الذي يقف ورائي ، فلكز ظهري داعيا إياي إلى التريث . فهمت أنه يقول : لننظم صفوفنا حتى لا نشبه الحيوانات . فلأثر غضبه أكثر . رفعت إصبعي متجاوزا رأسا كثيف الشعر . احلق شعرك يا سيدي . وقد رد علي بحدة : وما شأنك بي ؟ اهتم بشؤونك. لم يستجب صديقي لندائي . تبا لك أيها النحس. وكأنه سمع شماتتي به ، فصوب بصره إلي . إنه غاضب علي . تبا لك ولأمك وتموينك الغذائي. أتشمت بي الأعداء ؟ إذا لم تكن وفيا لخدمة الشعب فلا حللت أهلا ولا نزلت سهلا . كان الغريب يتوسل إلى صديقي وهو في المؤخرة . لم يكن مفتشا عاما كما بدا لي ؛ مفتشا عاما بهوية مزيفة . تريث يا أخي ولا تبتئس. كان شباك التموين الغذائي مغلقا . قال أحدنا إن هذا يشي بأن لا أحد يريد خدمة الشعب . لماذا أغلقوا الشباك إذا كانوا يرومون خدمتنا . لا تنكل بأي أحد . فلنعذرهم، إنهم مشغولون بالاستيراد والتصدير . يصدرون الأموال التي يأخذونها منا ، ويستوردون التموين الغذائي . فلنعذر هؤلاء المساكين؛ رجال أعمالنا المزيفين . أنا ذاهب . لا تبرح مكانك حتى يدركك تموينك. تبا لي ولك . أتشتمني يا وقح ؟ كلا يا عزيزي . أنا أشتم الممون ، فأين اختبأ ؟ إن صديقي يبتسم لي ويومئ أن ادن مني . ألم تسمع بخبر اختفاء الممون ؟ كلا .كلا . لقد اختفى فجأة . يقال إنه التحق بمثواه الأخير في بلاد أعدائنا . أجل . أجل . فأنا أصدقك . ولكن ، ألا ترى أنه أسدى إلينا خدمة عظيمة ، وكأنه أومأ إلينا أن كونوا بنيانا مرصوصا . فيكن هذا فأل خير لرص الصفوف.
تعليقات
إرسال تعليق